فهذه قصه واقعيه حدثت لأحد الشباب بعد أن من الله عليه
بالتوبه والإنابه إليه. نسأل الله أن ينفع بها ولا يحرمنا أجرها وأن يتوب
علي صاحبها هو وكل مرتكبي ومشاهدي الفواحش ما ظهر منها وما بطن
يقول صاحب القصة نقلاً عنه : هذه قصتي أسوقها لكم لعل فيكم من يسمع و يعي .
كنت شاباً يافعاً مشرئب المعالي ، سليم المعاني ، تتزاحم في
قلبي الكثير من الآمال والأحلام التي تراود كل فتى , أجد نهمتي
في قراءة القرآن الكريم ، وألتهم كل ما يقع في يدي من
الكتب النافعة ، لا أزال ملتحقاً بحلقة تحفيظ القرآن منذ بلوغي
العاشرة من عمري ، ولم أتركها حتى يومي هذا ، لطيف المشاعر
صادق الإحساس ، يحبني كل من يقابلني ، أستقبل كل من يراني بابتسامة ترتسم على محياي
لم أكن بمعزلٍ عما يداهم شباب زمني من توافد الملهيات
وشواغل الترهات لاسيما الشهوات وما أدراك ما الشهوات !
كنت أجاهد نفسي عن ذلك كله إذا عنّ لي ما قد يضرني
منها مستعيناً بالله ثم بالرفقة الصالحة التي تلزمني طاعة
الله والاستقامة على طريقه , محاضرات , ودروس علمية ,
ومجالس تربوية جادة كل ذلك كان حياتي ، أنسى نفسي
الساعات الطوال في القراءة ، أمكث في المسجد
أوقاتاً كي أحفظ سورة من سور القرآن .
تخرجت من الجامعة وكانت فرحتي غامرةٌ جداً , كان تخصصي
نادراً لذلك كان تعييني في المكان الذي أختاره , لا أصف فرحة
الوالد والوالدة عندما علموا أنني سأقيم معهم ولم أتغرب لا سيما أنني أول أبنائهم الذكور .