نبى الهدى خير أهل
الارض
الارض
نبينا عليه الصلاة والسلام خير أهل الأرض نسبا على
الإطلاق ، فلنسبه من الشرف ذروة وأعداؤه
كانوا يشهدون له بذلك ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدى ملك الروم
فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته وأشرف الأفخاذ فخذه ( الزاد).
أشرف من خلق الله تبارك وتعالى وأكرم من اصطفى الله جل
وعلا ، فلقد خلق الله الخلق ، واصطفى من الخلق الأنبياء ، واصطفى من الأنبياء
الرسل ، واصطفى من الرسل أولى العزم الخمسة ، نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمدا ـ
صلوات الله عليهم أجمعين ـ واصطفى من أولى العزم الخمسة : الخليلين ، ابراهيم ،
ومحمدا ـ صلى الله عليهما وسلم ـ ثم اصطفى محمدا على كل خلقه فرفع له قدره وأعلى شأنه ورفع له ذكره ووضع عنه
وزره وزكاه فى كل شيء .
زكاه فى عقله فقال ـ جل وعلا :{ما ضل صاحبكم وما غوى}
النجم
زكاه فى فؤاده فقال ـ جل وعلا :{ما كذب الفؤاد ما رأى }
النجم.
زكاه فى بصره فقال ـ جل وعلا :{ما زاغ البصر وما طغى
}النجم.
زكاه فى صدره فقال ـ جل وعلا : {ألم نشرح لك صدرك}
الشرح.
زكاه فى طهره فقال ـ جل وعلا :{ووضعنا عنك وزرك} الشرح.
زكاه فى ذكره فقال ـ جل وعلا : { ورفعنا لك ذكرك } الشرح .
زكاه فى معلمه فقال ـ جل وعلا:{علمه شديد القوى }النجم.
زكاه فى صدقه فقال ـ جل وعلا:{ وما ينطق عن الهوى}
النجم.
زكاه فى حلمه فقال ـ جل وعلا : { بالمؤمنين رءوف
رحيم}التوبه.
ثم زكاه كله ؛فقال ـ جل وعلا :{ وإنك لعلى خلق عظيم }
القلم.
والله ما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمدا صلوات ربى
وتسليمه عليه كما قال بن عباس : " ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم على
الله من محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما سمعت الله أقسم بحياة أحدا
غيره ؛ فقال ـجل وعلا :{ لعمرك إنهم لفى
سكرتهم يعمهون }الحجر .
ومن تكريمه جل وعلا لرسوله المصطفى ، أنه سبحانه وتعالى
ـ قدنادى جميع الأنبياء والمرسلين بأسماء مجرده إلا المصطفى ما نادى عليه باسمه
المجرد قط ؛ فقال تعالى :{يآدم اسكن أنت وزوجك الجنة }.
وقال تعالى:{ يا نوح اهبط بسلام منا}
وقال تعالى :{ ونا ديناه أن يا إبراهيم }
وقال تعالى:{ يا موسى إنى أنا الله}
وقال تعالى :{ يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى }
وقال تعالى :{ يا زكريا إنا نبشرك بغلام }
وقال تعالى :{ يا يحيى خذ الكتاب بقوة}
فلما نادى رب العزة على حبيبه قال سبحانه وتعالى :{ يا
أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}
وقال تعالى :{ يا أيها الرسول لايحزنك الذين يسارعون فى
الكفر }
ونادى عليه بصفته ؛ فقال تعالى :{ ياأيها المدثر }
وقال :{ يا أيها المزمل }
وقد أنزل الله تعالى قرآنا من فوق سبع سموات يعلم
الصحابه والناس أدب التعامل مع الرسول قرآنا يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
؛ فقال تعالى :{ ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن
الله سميع عليم (1) يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا
تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }
قال تعالى :{ إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها
الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
صلاة وسلاما عليك يا سيدى يا رسول الله ؛ اللهم اجعله
شفيعا لنا يوم القيامة . اللهم أمين.